السبت 15/2/2020 ... صالون ذاكرة الإبداع السكندري بعنوان " مئوية ميلاد حامد عويس " ضيوف الصالون أ.د/ أمل نصر و أ.د/ محمد سالم يدير الصالون أ.د/ مصطفي عبد المعطي الساعه 6.30 م
حامد عويس هو من رواد رسامي الواقعية الاجتماعية في مصر. تجسد أعماله كفاح طبقة الكادحين المصرية من الفلاحين والصيادين والشغالة وعمال المصانع والحرفيين والحلاقين والبنائين والباعة في الأسواق. كان من أوائل الفنانين المصريين في معالجة مسألة البطالة وحياة العمال المصريين اليومية في الأربعينيات والخمسينيات. تأثرت أعماله بشدة بأفكار جماعة الفن الحديث، التي نبذ أعضاؤها السريالية وكانوا يؤمنون بأن الفن يجب أن يطال الجماهير ويعكس بشكل واضح الأيديولوجيات الاجتماعية. كان حامد عويس، على غرار فنانين آخرين من أبناء جيله مثل جمال السجيني، من مؤيدي أفكار ثورة 1952 وقد عبّر عنها بوضوح في لوحاته. كما أنه كان معجباً بالحداثيين الأوروبيين مثل بيكاسو وماتيس وشعر بالتقارب مع فناني الواقعية الاجتماعية مثل رسام الجداريات دييغو ريفيرا (1886 ـ 1957) ودافيد ألفارو سيكيروس (1896 ـ 1974).
طوّر عويس أسلوباً صريحاً ومباشراً في تصويره حياة العامل المصري العادي. يظهر فلاحوه أو صيادوه بأجساد ضخمة وعضلات قوية، مما يعكس قوة قناعاته الاجتماعية. تبدو أجسامهم العريضة وكأنها مطوّقة ضمن مساحة اللوحة الضيقة التي توحي بأنها ترمز إلى حدود المجمتع المصري. عندما انتقل إلى الإسكندرية، تأثر عويس بأنوار ميناء البحر الأبيض المتوسط الساطعة وبألوانه الحية كما أعجب بأعمال الرسام الإسكندراني محمود سعيد (1897 ـ 1964). رغم أن حامد عويس كان معروفاً بتأييده للأفكار الاشتراكية في فترة جمال عبد الناصر إلا أن أسلوبه المتميّز يعكس مع أعماله بشكل عام طبعه الإنساني.