سمير العصفوري مدرسة فنية متكاملة وأحد أعلام عصر النهضة المسرحية ومن أهم رموزها الفنية، استطاع أن يضع بصمته الفنية في مسار المسرح المصري، ليكون قدوة ونموذجا لأجيال تالية ومصدرا مشعا للإبداع لمن عاصروه، هو قيمة فنية إبداعية وعقلية إدارية كان له دور كبير في المسرح الطليعي منذ سبعينات القرن الماضي من خلال عروضه المسرحية ومن خلال إدارته لعدة مسارح كان أهمها وأكثرها تأثيرا وارتباطا باسمه الكبير هو مسرح الطليعة.
تميزت أعماله بروح الفكاهة والسخرية الفكرية المرة والتمرد على القواعد السائدة واستلهام الصيغ الشعبية والبحث عن الجديد المدهش.
ولد سمير العصفوري ببورسعيد في 27 فبراير 1937. تخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية عام 1960، وفي معهد الفنون المسرحية قسم التمثيل عام 1963. ثم عين ممثلا بفرقة التلفزيون المسرحية عام 1962. تحول للإخراج بفرقة المسرح العالمي عام 1964، فأخرج الدرس ليونيسكو، وبلدتنا لنورتون وايلدر، رومولوس العظيم، وزيارة السيدة العجوز لدورينمات، وجسر ارتا ليتوتوكا، ثم انتقل لفرقة المسرح الحديث عام 1967 وأخرج لها أولى مسرحيات الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور مأساة الحلاج.
وفي أواخر 1969 أوفد إلى فرنسا في بعثة تدريبية حيث اطلع على أحدث تيارات المسرح الفرنسي، وشهد تمرد فناني وأدباء الطليعة على المسرح السائد، واستعاد روح المسرح من طقوس وشعر وممارسات سحرية تخرج المسرح من عالم الأدب.
عين العصفوري بعد عودته 1971 مخرجا بالمسرح القومي ثم مسرح الحكيم فالمسرح الحديث مرورا بمسرح الطليعة عام 1975، الذي غادره لفترات قصيرة عام 1980، ثم موسم 1983 - 1984 حيث عين مديرا للمسرح القومي. أسس بمسرح الطليعة قاعة «79» (قاعة صلاح عبد الصبور حاليا) وعين مستشارا للبيت الفني للمسرح بعد إحالته إلى المعاش عام 1997.
أخرج المخرج سمير العصفوري عشرات المسرحيات لفرق الدولة والثقافة الجماهيرية والفرق الجامعية، منها:
الدرس، رومولوس العظيم، جسر ارتا، مأساة الحلاج وهوليوود البلد، كلام فارغ، حبيبيتي شامينا، مولد الملك معروف، يا عنتر، أبوزيد الهلالي، سلطان زمانه، ضحايا الواجب، التربيع والتدوير، العسل عسل والبصل بصل، القاهرة 80، الست هدى.
كما أخرج للفرق التجارية كثير من المسرحيات، منها: نجمة الفاتنة، ليه ليه، إنها حقا عائلة محترمة، العيال كبرت، حزمني يا، باللو، ألاباندة، شبورة.
شارك في كتابة نصوص بعض عروضه مثل: زنزانة المجانين، ما زالت المغنية الصلعاء صلعاء، العسل عسل والبصل بصل، مسافر ظهر.. وهي معارضة لمسرحية صلاح عبد الصبور «مسافر ليل».
كرمه مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي عام 1995 تقديرا لجهوده وإبداعاته في مجال التجريب كواحد من ألمع المخرجين المصريين. وكرم في يوم الوفاء للمسرح المصري عام 1997. كما حاز على جائزة التفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام2000.
وتم أيضاً تكريمه بمهرجان المسرح العربي ٢٠١٩

















