القصائد الخاصة بمسابقة
احمد مبارك في عيون الوطن
مسابقة الوطن في عيون أحمد مبارك
الأعمال محل الدراسات
قصيدة: كانت أمى أُميّة.
كانت أمى أُميّة
--------------------------
كانت امى أُميّةْ
لا تقرأُ غير عيونى
والمسطور على صفحات جبينى
فتضمُّ إليها رأسى حينا وتغطّينى
.. بظلال الهُدْبِ
وتسقينى
من نبع اللهفةِ والحُبِّ
فأرجع غضّا
مرِحًا
فرِحا ...رغم سنينى
وسفينى ..
ذاك المُجْهدِ من صدِّ التّيارِ
وطول الإبحار
وحِينا.. ألمحُ فى عينيها نجماتِ البِشْرِ
..ترانيمَ ضياءٍ ترقينى
..ترقِيْنى من شرّ الناسِ
ومن شرّ الوسواس الخنّاسِ
......و كانت أمى أمّيةْ
------------------
واليومْ
صاحبتى طافت فى كل القاراتْ
تزهو بثلاث لغاتْ
تملك ..خلف الشّعْرِ المصبوغ بلون النارْ
-- العاشق دوما للهيب السشوارْ
تملك ..مكتبةً تحوى كلّ فروع العِلمْ
وكثيرا ما يجمعنا كرسىُّ واحدْ
ودثارٌ واحدْ
نجمْ
نجمٌ لا يسهر تحت ضياه سوانا
لكنْ ..صاحبتى لو ضمّتْ كفّى
لو طافت فى صفحات جبينى
لو فحصتْ بالمنظار عيونى
..لا تعرف ما يسعدنى
لا تعرف ما يُشْقينى
أحيانا ..تسألنى عمّا أُخْفى
فأبوح
..أتذكّرُ أنى ما كنت أبوح لأمى
لكنّى اليوم أبوحُ
فيرتجُّ الشعرُ النارىُّ وتتركنى وتروحُ
لتبحثَ فى أبواب معاجمها
ثم تعودث ..تهزُّ الوجْه
تُضيُّقُ فى الأحداقِ
تمور بعينيها أشباحُ الإخفاقِ
... تُشيحُ
بعيدا عنّى
تنعتنى
بالرمز الغارقِ فى أعماق اللامعقولْ
...فأقولْ
كانت أمى أمية
-------------
إحدى قصائد ديوان ..تداعيات
صدر عام 1992
عن المجلس الأعلى للثقافة
*********
قصيدة: وفى مقلة العين تأوى الديار.
(نشرت بمجلة إبداع عدد نوفمبر 1987.وبديوانى .. تداعيات .الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة 1991
سفر
_____
وفى مقلة العين تأوى الديار ..
المنار ..
الشطوط ..الدروب..
ورغما عن العين ..تلك التى تتقطر
رغما عن القلب ..ذاك الذى يتفطر ..
يمضى المسافر
وفى الأفق شمس تذوب
قطيرات دمع تذوب
ولاحت جموع النوارس تلبس غيم الوداع ..
وتصرخ فوق هديرالشواطىء..
وهى تعانق ركب الفلاع
فمنذا يغنى لها ويبث التفاعيل صحوا وبشرا
ويلقى بذور الأغاريد
فوق يباب الحناجر
......ورغما عن العين تلك التى تتقطر
رغما عن القلب ذاك الذى يتفطر ..
....يمضى المسافر
وخصلة شعر..
وعقد محار
وحبات رمل
تطير معه
وصوت النوارس مستوطن مسمعه
وفى رئتيه شهيق الهواء المضمخ بالملح واليود
زاد السفر
وتمضى بقيظ الفراق الليالى ..بغير قمر
وفى كل لحن ..يبث الفؤاد أسى مستعر
وتنمو على كل درب حفول الضجر
وندمع عين القصيدة
تدمع عين القصيدة
يااسكندرية..مالى سواك مقر
حرير اغترابى ...قتاد
شموع اغترابى ... رماد
سرير اغترابى ..حجر
* قصيدة: إنهـــا مصـــــر.
مصر لن يهوى لها علمُ
لا.. ولن تخبو بها الهممُ
مصر أوج لا تطاوله
فى سباق للعلا الأممُ
مصر ضوء لا انطفاء له
ولئن حاطت به الظُّلم
قد حباها الله منزلة
من شعوب الأرض تُحترم
مجدها فى الأرض معجزة
يشهد التاريخ والهرم
فكرها فاضت مآثره
واستقت من فيضه أمم
والألى فى غيرها نبغوا
كلهم من علمها علموا
مصر روض ينتشى عبقا
فيه سمت الحسن يرتسِمُ
وإذا مر الزمان به
لا أسى يمحوه؛ لا هِرَمُ
مصر أرض الخير من زمن
يصطفيها النيل والدِّيم
وإذا ضاقت خزائنها
لا يضيق البِرُّ والكرمُ
دينها التوحيد؛ مهجتها
بهدى الرحمن تعتصم
تعبد الرحمن من زمن
كان فيه يُعْبد الصنمُ
جندها خير الجنود إذا
ما ضرام الحرب تحتدم
غير أن الحق ديدنهم
ما اعتدوا يوما ولا ظلموا
وبنوها إذا فشت بهمو
فرقة فى الرأى...وانقسموا
فهى نبض الحب يجمعهم
فى رباط ليس ينفصم
فإذا ما استشعرت ألما
يعتريهم كلهم ألم
وإذا حاقت بها محن
فى هواها الكل يلتحم
يكتب الأبطال ملحمة
يستقى من نورها الشّمَمُ
****
قصيدة: مصـر عـادت.
مصـر عـادت
مِصـرُ عـادتْ شمسُهـا ذهـبا
تَقْهَرُ الأنـواءَ والسُّـحُبـا
وخفافيشُ الدُّجـى ارتعدتْ
وتوارتْ تنشـدُ الهَرَبــا
ها هو النيلُ اكْتَسَى ألَقــاً
والضِّـيـا فى مائـه انْسَكبـا
وعلى شَطَّيه ملحمةٌ
تَنْظُرُ الدُّنيـا لهـا عَجَبـا
تُزْهِـقُ الباطـلَ ، تَرْجُمهُ
تُرْجِع النورَ الذى احْتَجبـا
***
إيـهِ يا شعبَ الكنانـَةِ كَمْ
سطَّرتْ أمجادكُمْ كُتُـبـا
قَدْ أعَدْتُم ثورةً سُلِبَتْ
وقَهَرْتُمْ بَغْىَ مَنْ سَلبـَا
فى رباطٍ جَمْعُكُمْ أبداً
رغْمَ مَنْ خانَ ومَنْ كَذِبـا
شمسُ "يونيو" فوق جَبْهَتكم
من "ينايرْ" نورُها انشعبـا
إيهِ يا جنداً مآثِرُهُمْ
تَرْتَقى راياتُها الشُّهُبا
مَطْلَبُ الشعبِ الأبىِّ غدا
لكم الأمْرَ الذى وَجَبـا
يَدُكُمْ قد عانَقَتْ يَدَهُ
واسْتَجَبْتُم للذى طَلَبا
أنْتُم الدَّرْعُ التى حَفِظَتْ
أنتم السيفُ الذى غلَبـا
****
ارْجعى يا مصرُ ناضِـرةً
واطْرَحى الأحزانَ والتَّعَبا
ها هو النيلُ .. بلابـلهُ
أبْدَلَتْ أشجانها طرَبـا
انشَدَتْ أَنْغام ملحمةٍ
صاغَها أبناؤك النُّجبا
وارْجِعى يا مِصْرُ آمنةً
واسْحقى الإرْهـابَ والرَّهبـا
**********
قصيدة: البيت.
قلت لكم :
يا أخوتى مرارا
بيت الجدودِ ليس مالاً
أو عقاراً
... فهو النياطُ
للقلوب
والرّباط
..بينكمْ
يضمّكُمْ .. إن فرّقتكم
وحْشةُ الدّروبِ ..،
..، وهْو فوحُ الذكرياتِ
العاطراتِ
النابضاتِ
.. ، فى ضلوعهِ على مدى السنينْ
يؤوى إليهِ من يضيعُ ،
فى مهامِه الحياةِ
أو يجوعُ للحنينْ
***
قلتُ لكم :
إنْ قُسِّمَ البيتْ الحبيبُ ،
.. بينكمْ
.. أو بعتموهُ للغريبِ
فهْو أوّلُ النّزاعِ
وهْو سيرٌ طائشٌ
لغيهبِ الضياعِ
..، حتى لو يثمِّنُ الغريبُ.
إْرثكُمْ .. نضارا
.. فما ..، حنينكُمْ إليهِ
بعدما ..،
على عظامهِ اعْتَلَتْ
مطامِعُ الأغْرابْ
وبعتموهُ بالتّبابْ
وصار جمعُكُمْ ... نِثارا ؟!